www.ahmd.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

(الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ Empty (الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ

مُساهمة  معــــ الجرح ــاند الأربعاء يونيو 04, 2008 2:13 pm

إننا لا نتعامل مع القصيدة ، انطلاقا من نظرة الشاعر إلى ما يكتب ، بل من الزاوية التي نراها نحن بها ، أي بمعنى آخر , نتعامل مع النص من وجهة تحليلية مغايرة لرأي الشاعر ، وذلك من خلال كونها مجموعة من التفاعلات النفسية العميقة في العقل الباطن والتي قد لا يعلم بها الشاعر ساعة كتابة النص . وإننا من هذه الزاوية نحاول عبور الهوة التي تفصل بين الإنسان وأخيه الإنسان كما أشار إلى ذلك سارتر .
قبل الكلام عن قصيدة الشيخ تركي بن حميد شيخ قبيلة عتيبة ، أرى من الضروري كتابة القصيدة كاملة لمنع اختلاف الروايات ، وهاأنذا سأنقلها من خلال مصورة موجودة عندي لا أعلم مؤلفها




نومك طرب وأنا بنومـي هواجيـس
ما ساهرك بالليـل كثـر الهمومـي
أسهر إلى نامت عيـون الهداريـس
وبالليل أراعي ساهـرات النجومـي
قالوا جهلت وقلت جهل بـلا قيـس
الجاهل اللي مـا يعـرف السلومـي
أشوف عـدالات الليالـي مقاييـس
ولاحدٍ من الدنيـا عظامـه سلومـي
تضحك وتخفي لك خفـي الهناديـس
تفطـر لهـا يـوم ويـوم تصومـي
اعمل وتلقى وافهـم العلـم بالقيـس
دنياك لـو زانـت تراهـا نقومـي
والعز فوق معسكـرات السواديـس
إلى قصدت اللي بالاشيـا رحومـي
قـب تنـازا بالنشامـا كـراديـس
والطيـر فـي روحاتهنـه يحومـي
إلى توافق مشـور السـو وابليـس
تبـر منـه وعـز ربـي يـدومـي
بالليل أصالي حاميـات المحاميـس
والصبح أصالي كـل قبـا قحومـي
أربع سنين ودمـع عينـي أماريـس
والعين تسهـر كـن فيهـا هزومـي
وإلى ركبت معالجـات المضاريـس
يبرد على قلبـي لهيـب السمومـي
صوابنا بالليـل عمـق إلـى قيـس
وطريحنا فـي مثبـره مـا يقومـي
إن جن بنا مثـل النعـام الأماريـس
لا خف عجل مع رفـاق الحزومـي
أستلحق اللـي يطلبـون النواميـس
اللي من الأقصين وأدنـى اللحومـي
لا خير في كثير الحكـى والتماليـس
هرج بلا فعل يجـي بـه وهومـي
لومي على اللي ينقلـون العبابيـس
وأهل الفرنج وكل رامـي لحمومـي
إن جن بالميـدان مثـل الدواويـس
وطار الغطا عن قانيـات الرقومـي
عـرج بأهلـن كنهـن القرانـيـس
على الطريح مصوبـرات كظومـي
إلى سمك عـج الرمـك بالملايـس
المسعد اللـي حـظ ربعـه يقومـي
حتى تزين لنـا المثـل والتوانيـس
والكيف طاب لمـن يفـك القحومـي
من لا يدوس الراي من قبل ما ديـس
عليـه داسـوه العيـال القـرومـي
ومن لا يقلط شذرة السيف والكيـس
يبدي عليـه مـن الليالـي ثلومـي
والقصر ما يصلح على غير تاسيـس
ومن لا تعلـم مـا تسـر العلومـي
من لا خـذا الدنيـا بميـز وتقييـس
مثل الـذي يصبـح بليـل يعومـي
كل القلـم مـن كتبنـا للقراطيـس
وركابنا من كثـر الأقـران نومـي
الشيخ من يعطـي الفقـار المفاليـس
يبـدد السـاعـة بـعـز يـدومـي
والحـر لا دبـت عليـه اللواليـس
يشهـر وعـن دار المذلـة يشومـي
والى اكترب من بعض الاشيا نسانيس
اعـزم ولا بـد الفـرج بالعزومـي
باب الفرج لبسك نطيـق الملابيـس
ينجيك بأيـام الكـرب والزحومـي
أوجس بقلبي مثـل دق النحاحيـس
الله يلـوم اللـي لحالـي يلـومـي
يجلي صدا قلبي ضبيـح المهاريـس
لا قـام شـراب القهـاوي يعومـي
دلال فـوق النـار دايـم مجاليـس
إكرامهـن حـق علينـا لـزومـي
من صنعة الصبة وخمس التخاميـس
بريـة يعمـل بهـا كـل يـومـي
وبها رهـن هيـل بليـا حواسيـس
كيـف يعـدي للنشامـا القـرومـي
عـده لحمـاي العيـاد المـراويـس
وإلا الحصان اللي بقينـه وهمومـي
حتى يزين لنـا المثـل والتوانيـس
والكيف طاب لمـن يفـك القحومـي
وصلاة ربي عد رمـل الطعاميـس
على شفيـع الخلـق يـوم اللومـي




وللعلم أنني حاولت جاهداً تصحيح بعض الأخطاء المطبعية في هذه القصيدة من خلال معرفتي المسبقة لها ، كما أن هناك بيت ورد ذكره مرتين ولا أعلم هل هو خطأ من الناسخ أم أن قصيدة الشاعر جاءت هكذا ؟. وهو البيت رقم ( 21 ) , والذي تكرر مرة أخرى تحت رقم ( 37 ) , وهو ,




حتى تزين لنا المثل والتوانيس
والكيف طاب لمن يفك القحومي







----00000000000-----


في البيت الأول يخاطب الشاعر نفسه أو صاحبه كعادة الشعراء منذ العصر الجاهلي ، وفي هذا الخطاب محاولة منه لخلق نوع من التوازن النفسي بينه وبين الواقع . ففي الليل يشرع الإنسان بتصور العالم من خلال روحه ، يرى الأشياء تتحرك أمامه أو يشعر بها ولا يراها ، وهو في هذا الخضم لا ينسى نفسه من النصح كما في الأبيات : 3 – 4 – 5 – 6 – 9 وذلك في المحور الأول من هذه القصيدة لأنها تشتمل على ثلاثة محاور وهذه النصائح التي وجهها الشاعر لنفسه تدل على أن الإنسان بحاجة مأسة إلى نفسه في مثل هذه الأحوال ، لأنه يشعر بمركز القيادة ولا يجد أحداً أمامه يستحق أن يمارس عليه دور الناصح المرشد لذلك ينصح نفسه بنفسه ، وهذا ليس غروراً بل ثقة بالنفس لا حد لها ، إذ من علامات الغرور إلغاء الآخرين وهذا السلوك لا نراه في هذا النص .
قد يقول قائل إن هذه العادة متعارفة عليها لدى كل الشعراء . ونحن نقول لهم لا ، لأنه في هذا المحور ، عندما استرسل بالنصح والإرشاد ووصل إلى البيت التاسع برزت لنا صورة الشاعر بشكل واضح وهذا يدل على أنه كان يخاطب نفسه في كل مما سبق " تبر منه وعز ربي يدومي " علماً بأن صياغة الحكم في الشعر لا تمت في الحقيقة إلى جوهر الشعر في شيء , غير أنها يمكن اعتبارها من جهة نظر أخرى , تعكس رأي الشاعر حول قضايا الحياة والكون . وهذه الحكم في هذا المحور أكثرها تدور حول الحياة العامة البعيدة عن أجواء القتال .




بالليل أصالي حاميات المحاميس
والصبح أصالي كل قبا قحومي




في هذا البيت يصور لنا الشاعر فلسفته الخاصة ونظرته إلى الحياة ، وأنها عملية توازن بين الخير والشر , بين الضيافة والقتال ، وأن أيا منهما لا بد أن يقوم مقابلاً للآخر ، لذلك لم يجد الشاعر كلمة أفضل من " أصالي " للتأكيد على توافق المسارين " الخير – الشر " وهو مع هذا رجل يحب الخير والسلام ، ولا يتمنى الحرب أو يفرح بها .




إلى توافق مشور السو وابليس
تبر منه وعز ربـي يدومـي




ثم يقول :




وإلى ركبت معالجات المضاريس
يبرد على قلبي لهيب السمومـي




في هذه الحالة ينتهي عنده الإحساس بوجود الأشياء ، ويبدأ بتصورها لا من حيث هي كائنة , بل من حيث ما ينبغي لها أن تكون ، لأن الشاعر أحس بالانفراد والتوحد ونشوة الفروسية ، وهنا تتضح لنا ثقة الشاعر بنفسه وبرغبة في إشراك قومه في هذا التوحد .




صوابنا بالليل عمق إلى قيس
وطريحنا في مثبره ما يقومي




في هذه النقطة – نقطة التوحد – يدخل قومه معه في عملية امتزاج الكل في واحد أو انشطار الواحد إلى أجزاء متعددة . وهنا ينتهي المحور الأول .
ثم يعود الشاعر إلى نفسه ، لكن هنا في ساحة المعركة لذلك جاءت الحكم لديه في هذا المحور مستمدة من عالم الحرب والقيادة .




لا خير في كثير الحكى والتماليس
هرج بلا فعل يجي به وهومـي




ونظراً لأن المعركة لا تحتمل أكثر من خيارين ، وأنها تبدأ بسرعة لذلك لم يعر الشاعر هذا المحور أي اهتمام أو لعله مر سريعاً كمرور ساعة القتال القائم على الطراد والمبارزة . وعند اشتداد المعركة وارتفاع الغبار فوق الرؤوس , يدخل الشاعر قومه ملتجأ لهم لأنهم هم الأساس ، وكما يقول نابليون بونابارت " النصر بصنعة الجنود والشهرة للقادة " عند هذه النقطة تظهر لنا صورة جماعة الشاعر .




إلى سمك عج الرمك بالملايس
المسعد اللي حظ ربعه يقومي




وهنا تنتفي شخصية الشاعر ليعلن أنهم هم هو وأنه هو هم ، وهذا دلالة على توافق المسارات بين الشاعر وقومه ، وهنا ينتهي المحور الثاني .

ثم يعود الشاعر إلى نفسه للمرة الثالثة لكن ليس الشاعر المتأمل أو الفارس المحارب بل الإنسان الراغب في الحياة بقوة تفوق الحرب .
لقد أحس الشاعر بنشوة النصر فهو الشاعر الفارس الزعيم لقبيلته , لذلك خرجت الحكم من أجواء الحرب والمعركة , ولهذا جاءت قوية صارمة لا تقبل القسمة على اثنين كما يقول أصحاب الرياضيات كما في الأبيات : 22 – 23-24-25-27-28-29-30 فهذه الألفاظ أو الجمل جاءت قوية شرسة توحي بوجود حالة الحرب التي خرج منه الشاعر .
كل القلم من كتبنا للقراطيس=وركبنا من كثر الأقران نومي
في البيت الذي جاء في هذا المحور كواسطة العقد ، ألمح به نظرة وجودية للحياة ، تنبع من إحساس الشاعر بحتمية الفناء , فهو يعلن في هذا البيت أننا مهما فعلنا وسعينا من أجل البناء والإقامة , فمصيرنا إلى زوال , لأننا نرى أقراننا يسيرون إلى الموت ، وأننا وراءهم لا محالة سائرون ، وكما يقول قس بن ساعدة الإيادي :

لما رأيت مورداً .......... للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها ......... نمضي الأصاغر والأكابر

أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
ولعل هذا البيت يوحي بأن الشاعر كان يستحضر الموت حتى وهو في قمة النشوة والفخر بالنصر والإقبال على الحياة .
بعد هذا الاسترسال وإرسال الحكم وطرح الموقف من الحياة يجد الشاعر أن من الضروري العودة إلى الهدوء والاستسلام للراحة لأنها المطلب الطبيعي للحياة :





أوجس بقلبي مثل دق النحاحيس
الله يلوم اللـي لحالـي يلومـي
يجلي صدا قلبي ضبيح المهاريس
لا قام شراب القهـاوي يعومـي




القهوة دلالة على الاستقرار والثبات , لأنها لا يمكن أن تعمل على سرج الخيل أوظهور الإبل , كما أنه يصعب عملها وقت احتدام القتال ، ولأن الشاعر خرج من أجواء المعركة , جاء وصفه للقهوة وصفاً مستعجلاً , ولعله كان يريد الخلاص من هذه القصيدة أكثر من التلذذ بشرب القهوة . هنا تبرز صورة جماعته الذين كانوا معه في حالة التوحد أو وقت اشتداد المعركة وتطاير الغبار ، ليكونوا معه هنا وقت شرب القهوة , وكأنهم ملازمون له كظله أو لعله يريد مكافأتهم على هذا المجهود الذي بذلوه معه " كيف يعدي للنشاما القرومي "
ونلاحظ هنا استخدام الشاعر فعل مبني للمجهول وهو " يعدي " أي أن فاعله غير موجود لأن الشاعر يريد الانفراد بقومه " النشابا " كما وصفهم ، لأنه لا يريد أي طرف ثالث يدخل معهم في هذه الأجواء الاحتفالية ، وهذا يدل على أن الشاعر كان يتعامل مع القصيدة بوعي تام ، لذلك جاءت المحاور الثلاثة منسجمة ، كل محور يفرض وجود أو حتمية المحور الذي يليه .
إن علاقتنا بالشعر يجب أن تختلف عما سبق ، القائمة على الحكم والنصح والإرشاد ، بل يجب أن تقوم على التجربة الإنسانية وعلاقة القصيدة بالشاعر وعلاقة الأبيات فيما بينها تقارباً وتباعداً ، ويجب أن تعاد قراءة القصائد والتفكير بها من هذه الزاوية

معــــ الجرح ــاند

عدد الرسائل : 245
hgh,slmالأوسمة : (الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ Vbfs2
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ Empty رد: (الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ

مُساهمة  المدير العام السبت يونيو 07, 2008 4:30 am

جزاك الله خير ...

صراحه رائعه الأبيات ... جدا تسلم ايديك على الكتابه او النقل كلها حلوه منك ....

جزاك الله خير ...

كل تحياتي لك اخوي .... ولا سيما الأعضاء البقيه الباقيه ....

ابلغ سلمي من هل المشاركه ......

المدير العام
Admin

عدد الرسائل : 130
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

http://ahmd.forumgabon.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ Empty رد: (الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ

مُساهمة  معــــ الجرح ــاند الأحد يوليو 06, 2008 1:36 am

مشكورررررررررر على المرور الكثر من رائع
والله انا قايلك متى تعطيني درس على الردود الحلوة اللي مايجيدها الى انت

معــــ الجرح ــاند

عدد الرسائل : 245
hgh,slmالأوسمة : (الفارس الشاعر تركي بن حميد العتيبي امير العتبان سابقاّ Vbfs2
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى